كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا} قال: لا ينفعها الإِيمان إن آمنت ولا تزداد في عمل ان لم تكن عملته.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {أو كسبت في إيمانها خيرًا} يقول: كسبت في تصديقها عملًا صالحًا، هؤلاء أهل القبلة وإن كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرًا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها، وإن عملت قبل الآية خيرًا ثم عملت بعد الآية خيرًا قبل منها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله: {أو كسبت في إيمانها خيرًا} يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرًا، وكان قبل الآية مقيمًا على الكبائر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبدالله بن عمرو قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الآيات خرزات منظومات في سلك، انقطع السلك فتبع بعضها بعضًا».
وأخرج الحاكم وصححه عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإِمارات خرزات منظومات بسلك، فإذا انقطع السلك نبع بعضه».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الآيات خرز منظومات في سلك يقطع السلك فيتبع بعضها بعضًا».
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: لو أن رجلًا ارتبط فرسًا في سبيل الله، فانتحبت مهرًا منذ أول الآيات ما ركب المهر حتى يرى آخرها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: إذا رأيتم أول الآيات تتابعت.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي هريرة قال: الآيات كلها في ثمانية أشهر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي العالية قال: الآيات كلها ستة أشهر.
وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه عن عبدالله بن عمرو قال: أن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت وأستأذنت فيؤذن لها، حتى إذا كان يومًا غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها، فتقول: يا رب إن المشرق بعيد وإني ان لا يؤذن لي لا أبلغ؟ قال: فتحبس ما شاء الله، ثم يقال لها. اطلعي من حيث غربت فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية.
وأخرج البيهقي في البعث عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: الآية التي لا ينفع نفسًا إيمانها إذا طلعت الشمس من مغربها.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن عبدالله بن أبي أوفى: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليأتين على الناس ليلة بقدر ثلاث ليال من لياليكم هذه، فإذا كان ذلك يعرفها المصلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام، ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام، ثم يقوم فبينما هم كذلك ماج الناس بعضهم في بعض فقالوا: ما هذا؟! فيفزعون إلى المساجد، فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها، فضج الناس ضجة واحدة حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت طلعت من مطلعها، وحينئذ لا ينفع نفسًا إيمانها».
وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة والطبراني وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي وابن مردويه عن صفوان بن عسال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جعل بالمغرب بابًا عرضه سبعون عامًا، مفتوحًا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله، فذلك قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها} ولفظ ابن ماجة: فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا».
وأخرج الطبراني عن صفوان بن عسال قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانشأ يحدثنا أن للتوبة بابًا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يوم يأتي بعض آيات ربك...} الآية.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه».
وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن ابن مسعود قال: التوبة معروضة على ابن آدم ما لم يخرج إحدى ثلاث: ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو تخرج الدابة، أو يخرج يأجوج ومأجوج. وقال: مهما يأتِ عليكم عام فالآخر شر.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها».
وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإِيمان وابن مردويه من طريق مالك بن يخامر السكسكي عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبل التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: مضت الآيات غير أربعة: الدجال، والدابة، ويأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والآية التي يختم الله بها الأعمال. طلوع الشمس من مغربها، ثم قرأ {يوم يأتي بعض آيات ربك...} الآية قال: فهي طلوع الشمس من مغربها.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة وخنازير، وتطوى الدواوين، وتجف الأقلام، لا يزاد في حسنه ولا ينقص من سيئه، ولا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة قالت: إذا خرج أول الآيات طرحت الأقلام، وطويت الصحف، وحبست الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامة، قال قتادة: خويصة أحدكم: الموت. وأمر العامة: الساعة».
وأخرج ابن ماجة عن أنس عن رسول الله صلى عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض، والدجال، وخويصة أحدكم، وأمر العامه».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العظام سبع، مضت واحدة وهي الطوفان وبقيت فيكم ست: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، والصور».
وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يلتقي الشيخان الكبيران فيقول أحدهما لصاحبه: متى ولدت؟ فيقول: زمن طلعت الشمس من مغربها».
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: كنا نحدِّث أن الآيات يتابعن تتابع النظام في الخيط عامًا فعامًا.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال: الآيات خرزات منظومات في سلك، انقطع السلك فتبع بعضهن بعضًا.
وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيات بعد المائتين».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال: أن الناس بعد الآية يصلون ويصومون ويحجون، فيتقبل الله ممن كان يتقبل منه قبل الآية، ومن لم يتقبل منه قبل الآية لم يتقبل منه بعد الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال: يبيت الناس يسرون إلى جمع، وتبيت دابة الأرض تسري إليهم، فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها، فما من مؤمن الا تمسحه، ولا منافق ولا كافر الا تخطمه، وان التوبة لمفتوحة، ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشيء الخفيف، وان التوبة لمفتوحة، ثم تطلع الشمس من مغربها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علية ونحن نتذاكر فقال: «ماذا تذكرون؟ قلنا: نتذاكر الساعة. قال فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، والدجال، وعيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر، تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا».
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال: إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدًا، وان من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدتهم إلا الله تعالى: منسك، وتأويل، وتاريس، وان الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم، فإذا غربت خرت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها، ثم تستأذن فلا يؤذن لها، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول: يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد؟ فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلعي من حيث غربت فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم، وهي فيما بلغنا أول الآيات {لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ منهم، ويقال: لو كان بالأمس.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن عبد الله بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه: أرأيتم قول الله عز وجل: {تغرب في عين حمئة} [الكهف: 86] ماذا يعني بها؟ قالوا: الله أعلم! قال: فإنها إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته وكانت تحت العرش، فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته واستأذنته فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته، ثم استأذنته فيقال لها: أثبتي. فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته، ثم استأذنته فيقال لها: أثبتي. فتحبس مقدار ليلتين قال: ويفزع إليها المتهجدون، وينادي الرجل جاره يا فلان ما شأننا الليلة، لقد نمت حتى شبعت، وصليت حتى أعيت؟! ثم يقال لها: إطلعي من حيث غربت. فذاك {يوم لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل...} الآية.
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: أيها الناس سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا.
وأخرج البخاري في تاريخه وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن كعب قال: إذا أراد الله أن تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب، فجعل مشرقها مغربها ومغربها مشرقها.
وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله عند المشرق حجابًا من الظلمة على البحر السابع على مقدار ليالي الدنيا كلها، فإذا كان غروب الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل، فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم يستقبل المغرب، فلا يزال يرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلًا قليلًا وهو يراعي الشفق، فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها، ثم ينشر جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وأكناف السماء، فيجاوزان ما شاء الله أن يجاوزا في الهواء، فيشق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله حتى يبلغ المغرب على قدر ساعات الليل، فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ضم جناحيه وضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه، حتى يقبض عليها بكف واحدة مثل قبضته حين تناولها من الحجاب بالمشرق، ثم يضعها عن المغرب على البحر السابع فمن هناك تكون ظلمة الليل، فإذا حوّل ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور، فضوء النهار من قبل الشمس وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب.
فلا تزال الشمس تجري من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعله الله لتوبة عباده، فتستأذن الشمس من أين تطلع ويستأذن القمر من أين يطلع فلا يؤذن لهما، فيحسبان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر، فلا يعرف مقدار حبسهما إلا قليل من الناس وهم بقية أهل الأرض وحملة القرآن، يقرأ كل رجل منهم ورده في تلك الليلة، حتى إذا فرغ منه نظر فإذا ليلته على حالها، فيعود فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها، فيعود فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها، فلا يعرف طول تلك الليلة إلا حملة القرآن، فينادي بعضهم بعضًا، فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة ومقدار تلك الليلة مقدار ثلاث ليال، ثم يرسل الله جبريل عليه السلام إلى الشمس والقمر، فيقول: إن الرب عزل وجل أمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منها فإنه لا ضوء لكما ولا نور. فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة وخوف الموت، فترجع الشمس والقمر فتطلعان من مغربهما.
فبينما الناس كذلك يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل والغافلون في غفلاتهم إذ نادى مناد: ألا أن باب التوبة قد أغلق والشمس والقمر قد طلعا من مغاربهما، فينظر الناس فإذا بهما أسودان كالعكمين لا ضوء لهما ولا نور، فذلك قوله: {وجمع الشمس والقمر} [القيامة: 9] فيرتفعان مثل البعيرين المقرونين المعقودين، ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقًا، ويتصايح أهل الدنيا، وتذهل الأمهات، وتضع كل ذات حمل حملها، فأما الصالحون والأبرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب لهم عبادة، وأما الفاسقون والفجار فلا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب عليهم حسرة، فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السماء وهو منصفها جاءهما جبريل عليه السلام فأخذ بقرونهما فردهما إلى المغرب، فلا يغربهما في مغاربهما ولكن يغربهما في باب التوبة.
فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وما باب التوبة؟ فقال: يا عمر خلق الله بابًا للتوبة خلف المغرب وهو من أبواب الجنة، له مصراعان من ذهب مكللان بالدر والياقوت والجوهر، ما بين المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين عامًا للراكب المسرع، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربها، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحًا من لدن آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب ثم ترفع إلى الله، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله وما التوبة النصوح؟ قال: أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيهرب إلى الله منه، ثم لا يعود إليه حتى يعود اللبن في الضرع. قال: فيغربهما جبريل في ذلك الباب ثم يرد المصراعين، فيلتئم ما بينهما ويصيران كأنهما لم يكن فيهما صدع قط ولا خلل، فإذا أغلق باب التوبة لم تقبل لعبد بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها بعد ذلك إلا ما كان قبل ذلك، فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري لهم قبل ذلك، فذلك قوله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا}.